فقد أخرج الترمذي في سننه (٤/ ٢٥٤) كتاب تفسير القرآن / باب ومن سورة التوبة (ح ٣٠٨٧) عن سليمان بن عمرو بن الأحوص حدثنا أبي أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال: (أيُّ يوم أحرم، أيُّ يوم أحرم، أيُّ يوم أحرم؟ ) فقال الناس: يوم الحج الأكبر يا رسول الله. قال: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده ولا ولد على والده ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه ألا وإن كل ربا في الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله. ألا وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع وأول دم أضع من دماء الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب - كان مسترضعًا في بني ليث فقتلته هذيل. ألا واستوصوا بالنساء خيرًا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربًا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا. ألا إن لكم على نسائكم حقًّا ولنسائكم عليكم حقًّا، فأما حقكم على نساءكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم من تكرهون ألا وإن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ولقد جمع المحدث الألباني زيادات صحيحة إضافة إلى حديث جابر بن عبد الله في صحيح مسلم فراجعها هناك (حجة النبي ٧١).