للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فنخر ونخروا حين جلس معه على السرير، قال: قال المغيرة ما زادني في مجلسي هذا ولا نقص صاحبكم. قال: فقال: أخبروني ما جاء بكم من بلادكم؟ فإني لا أرى لكم عددًا ولا عدة، قال: فقال: كنا قوم في شقاء وضلالة فبعث الله فينا نبينا فهدانا الله على يديه ورزقنا على يديه فكان فيما رزقنا حبة زعموا: أنها تنبت بهذه الأرض، فلما أكلنا منها وأطعمنا منها أهلينا قالوا: لا خير لنا حتى تنزلوا هذه البلاد فنأكل هذه الحبة، قال رستم: إذًا نقتلكم. قال: فإن قتلتمونا دخلنا الجنة وإن قتلناكم دخلتم النار، وإلا أعطيتم الجزية قال: فلما قال: أعطيتم الجزية قال: صاحوا ونخروا وقالوا: لا صلح بيننا وبينكم قال: فقال المغيرة: أتعبرون إلينا أو نعبر إليكم. قال فقال رستم: بل نعبر إليكم قال: فأستأخر منه المسلمون حتى عبر منهم من عبر قال: فحمل عليهم المسلمون فقاتلوهم وهزموهم قال حصين: كان ملكهم رستم من أهل أذربيجان، قال حصين: وسمعت شيخًا منا يقال له: عبيد بن جحش: قال: لقد رأيتنا نمشي على ظهور الرجال، نعبر الخندق على ظهور الرجال، ما مسهم سلاح قد قتل بعضهم بعضًا، قال: ووجدنا جرابًا فيه كافور، قال: فحسبناه ملحًا لا نشك فيه أنه أملح قال: فطبخنا لحمًا فطرحنا منه فيه، - فلما لم نجد له طعمًا فمر بنا عبادي معه قميص، قال: فقال يا معشر المغربين لا تفسدوا طعامكم فإن ملح هذه الأرض لا خير فيه، هل لكم أن أعطيكم فيه هذا القميص قال: فأعطانا به قميصًا، فأعطيناه صاحبا لنا فلبسه، قال: فجعلنا نطيف به ونعجب منه قال: فإذا ثمن القميص حين عرفنا الثياب درهمان، قال ولقد رأيتني أشرت إلى رجل وإن عليه لسوارين من ذهب وإن سلاحه تحت في قبر من تلك القبور، وأشرت إليه فخرج إلينا، قال: فما كلمناه حتى ضربنا عنقه فهزمناهم حتى بلغوا الفرات، قال: فركبنا فطلبناهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن قال: فنزلنا كوثى قال: ومسلحة للمشركين بدير المسلاخ فأتتهم خيل المسلمين تقاتلهم، فانهزمت مسلحة المشركين حتى لحقوا بالمدائن وسار المسلمون حتى نزلوا على شاطئ دجلة، وعبر طائفة من المسلمين من كلواذي من أسفل من المدائن فحصروهم حتى ما يجدون طعامًا إلا كلابهم وسنانيرهم، إلى آخر الرواية التي سنذكر تكملتها عند الحديث عن وقعة جلولاء ونهاوند إن شاء الله تعالى وإسناد الرواية صحيح والله أعلم.
٥ - وأخرج الحافظ ابن أبي شيبة أيضًا (١٢ / ح ١٥٦٠١): حدثنا أبو الأحوص عن الأسود عن قيس عن شبر بن علقمة قال: بارزت رجلًا يوم الفادسية من الأعاجم فقتلته وأخذت سلبه فأتيت به سعدًا، فخطب سعد أصحابه ثم قال: هذا سلب شبر وهو خير من اثني عشر ألف درهم، وإنّا قد نفلناه إياه، وإسناده صحيح.
٦ - وأخرج ابن أبي شيبة (١٢/ ١٥٦٠٦): حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن الحارث قال: سمعت أبي يذكر قال: قدمنا من اليمن، نزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع ونظر إليهم فقال: يا معشر النخع! إني أرى الشرف فيكم متربعًا، فعليكم بالعراق وجموع =

<<  <  ج: ص:  >  >>