للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"سيرة ابن هشام": أن العباس - رضي الله عنه - لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق، لقيه بالجحفة مهاجراً بعياله، وقد كان قبل ذلك مقيماً بمكة على سقايته، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه راض.

فصاحب كتاب "الإصابة" يقول عن العباس - رضي الله عنه -: إنه هاجر قبل الفتح بقليل، وابن هشام يقول: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجحفة مهاجراً بعياله. فمتى ثبت حديث: "أنت خاتم المهاجرين"، صح أن يكون العباس خاتم المهاجرين بمعنى: آخرهم؛ أي: آخر المهاجرين من مكة إلى المدينة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا هجرة بعد الفتح". وداعية القاديانية لم يأت بشاهد على أن بعض المسلمين قد هاجر بعد العباس حتى يمتنع أن يكون خاتم المهاجرين بمعنى: آخرهم.

وأورد داعية القاديانية على تفسير خاتم بأفضل أو زينة حديثاً عزاه إلى "كتاب الصافي" الذي هو تفسير لأحد علماء الشيعة، وهو "أنا خاتم النبيين، وأنت يا علي خاتم الأولياء"، ولكن صاحب "كتاب الصافي" لم يروه بسند، ولم يسنده إلى كتاب، حتى نبحث في سنده، وتتبين حقيقته، بل قال في تفسير قوله تعالى: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]: آخرهم الذي ختمهم، أو ختموا به- على اختلاف القراءتين-، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا خاتم النبيين،

وعلي خاتم الأولياء".

فصاحب "كتاب الصافي" معترف بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخر النبيين، ولا يتم الاستشهاد بقوله: "خاتم الأولياء" إلا أن يذكر سند الحديث، ويكون رجاله ممن يوثق بهم في الرواية، أو يسنده إلى كتاب من الكتب المعروفة بالتحري في رواية الحديث. وكان الأحاديث الموافقة لهذا الحديث في المعنى، وقد