غيرهم، ذلك الخضوع الذي يطالب به الملوك رعيتهم؛ خضوعاً للقوة، ونزولاً على حكم السيف القاهر.
والغيرة على الملك تحمل الملك على أن يصون عرشه من كل شيء قد يزلزل أركانه، أو ينقص من حرمته، أو يقلل من قدسيته. وقد يصبح الملك وحشاً سفاحاً، وشيطاناً مارداً إذا ظفرت يداه بمن يحاول الخروج عن طاعته، وتقويض عرشه، وقد يصبح عدواً لدوداً لكل بحث، ولو كان علمياً، إذا تخيل أنه قد يمس قواعد ملكه" انتهى النقل.
وبالرغم من أن الكتاب له وجهة وغاية سياسية، إلا أن صاحبه ضمَّنه أفكاراً رأى ناقدوه أنها خارجة عن اللياقة والكياسة، ووُجِّهت له تهم متعددة، نلخصها فيما يلي:
أ - جعل الشريعة الإسلامية شريعة روحية خالصة، لا ارتباط لها بأمور الدنيا وشؤونها.
ب - إنَّ جهاد الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان في سبيل اتساع نفوذه، لا في سبيل الدعوة إلى الدين وإبلاغه.
ج - إنَّ نظام الحكم في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - كان غامضاً مبهماً موجباً للحيرة.
د- إنّ حكومة أبي بكر - رضي الله عنه - والخلفاء من بعده كانت لا دينية.
وكان التعبير الأخير موجباً لإثارة الغضب عند كافة الناس.
وظاهر أنّ المؤلّف لم يقصد أنّها كانت لائكيّة لا تدين بدين. لكن التعبير كان فيه تهوّر، ولو أنه لم يكن مقصوداً.
والإمام محمد عبده زعيم حركة الإصلاح عالج من قبل هذه النقط