السامي من باب الجاد الموهوم؛ كما تحاول جمعيات الخلافة اليوم؟ ولا أحسب هذا يشتبه على من له حظّ من العلوم" انتهى النقل.
وجَلِيٌّ: أن كلمات الشيخ ابن عاشور كانت مقنعة وكافية، لو أخذ بها الشيخ عبد الرازق في كتابه.
ورسالة الشيخ ابن عاشور هذه من أفضل ما كُتب في هذا الموضوع من رجل محقق يصيب هدفه دون عنف، بل يدفع بالتي هي أحسن، فتكون الغلبة له، والنصر حليفه.
ولا تحسبن الشيخ الخضر بعيداً عن بعث هذه الرسالة العاشورية، فهي لصديقه الحميم الحبيب، طبعَها هو في مطبعة صديقه الآخر محبِّ الدين الخطيب.
ولم يقف الأمر بالشيخ الخضر عند هذا الحدّ، فقد شجع شيخاً آخر من تونس أحد أصدقائه الخلص على أن يخوض هذه المعمعة والمعركة الفكرية، وهو فقيه عالم جليل، شيخُنا محمد البشير النيفر، المدرسُ، والإمام الخطيب المفوه، الذي صدر له أخيراً كتاب قيم به تراجم لأعلام أسرته، وقد حقّقه ونشره صديقنا القاضي الأستاذ محمد المختار النيفر.
شارك شيخنا محمدُ البشير النيفر بدراسة قيمة جامعة ألقاها بجامع أبي محمد في رمضان سنة (١٣٤٤ هـ / ١٩٢٥ م) تحت عنوان: "عبادات ونظم اجتماعية"، نقل فيها فقرات طويلة من كلام الشيخ علي عبد الرازق في كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، ولم يذكر اسمه، وقفّى ذلك بتنفيذ ما جاء بها.
وهي دراسة طويلة نشرها صديقه وصفيُّه شيخُنا الخضر في مجلته مجلة