للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنكر كثيراً من الروايات التاريخية، ولم يصدق إلا ما رواه الطبري، والثقات من المحدّثين؛ لأن السيرة -مثلاً- إما أن نأخذها من كتب التاريخ، وإما أن نأخذها من كتب الحديث، فالسيرة الصحيحة إنما تعتمد على السند الحديثي، وهو أكثر وثاقة من السند التاريخي، والمحدثون هم ابتدعوا هذا الطريق، وهذا المنهج النقدي، ثم تبعهم بعد ذلك المؤرخون، حتى الأدباء يروون النصوص الأدبية بطريق السند. أظن أن هذا منهج متشدد فيه.

المذيع: نتحول إلى الدكتور محمد مواعدة: لا شك أن الشيخ محمد الخضر حسين كانت نشأته الأولى في "نفطة" من الجنوب التونسي، ومعلوم أن هذا العلامة كان موسوعياً متعدد المواهب، كان شاعراً، مفكراً، رجل دين، وكان إعلامياً.

بتصوري هل هذه المواهب كانت قد تشكلت مع إقامته الأولى في الجنوب التونسي، أو في تونس بالأحرى، وحتى درس في جامعة الزيتونة؟

الأستاذ مواعدة: أشكر إذاعة "بسكرة" على هذا اللقاء الحميم مع نخبة من المثقفين من الجزائر الشقيقة، ومع نخبة ليست فقط مهتمة بالشيخ محمد الخضر حسين، بل مهتمة بقضية الهوية والانتماء.

الملاحظة الأولى: أن قيمة الشيخ محمد الخضر حسين هو بحر، وكما قال أحد الإخوان في الندوة: هو رجال في رجل. ولكن أقول شيئاً آخر: إنه من الشخصيات العديدة بين الجزائر وتونس التي وحَّدت، تجاوزت الحدود المصطنعة الاستعمارية، وأكدّت أن هذه الشعوب هي شعب واحد، هي أمة واحدة.

ومن "طولقة" كأصول، إلى "نفطة" نشأة وتكوين، إلى تونس، إلى