وقال ابن حبان في "الثقات" (٨/ ١٤٠): "روى عنه البصريون الغرائب". وشيخه محمد بن دينار؛ صدوق سيئ الحفظ؛ كما في "التقريب" (٢/ ١٦٠). وبذلك؛ يتبين أن الطريقين لا يقوي بعضهما بعضاً؛ للضعف الشديد فيهما، وعليه؛ فالحديث ضعيف جداً. أما الحاكم؛ فقال: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وتعقبهما الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (١/ ٣٧٩) بقوله: "هكذا قالا، وقد رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة عن المغيرة عن الشعبي مرسلاً، وهذا أصح". يشير ﵀ إلى ما أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٣١٠ رقم ٦٧٨)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٢/ ٩٨ رقم ١٢٢٣٣، ١٤/ ٥٤٩ رقم ١٨٨٦٠)، وسعيد بن منصور في "سننه" (٣/ ١٠٤٤ رقم ٥٠٠)، وابن جرير (٣/ ٢٠٧، ٢١١) من طريق هشيم وشعبة وجرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن المغيرة عن الشعبي بلفظ: "لما عرض رسول الله ﷺ الملاعنة على أهل نجران؛ قَبِلَ ذلك منه السَّيِّدُ والعاقبُ، فرجعا إلى رجل منهم كان نجيباً، فقال لهما: ما صنعتما شيئاً، والله لئن كان نبياً؛ لا يعصيه الله فيكم، وإن كان ملكاً؛ ليستبدنكم، فقالا له: ما ترى؟ قال: أرى أن تغدوا؛ فإنه يغدو لميعادكما، فإذا غدا عليكما؛ فإنه سيعرض عليكما الملاعنة، فإذا عرض ذلك عليكما؛ فقولا له: نعوذ بالله. وغديا وغدا رسول الله ﷺ آخذ بيد حسن، وحسين يتبعه، وفاطمة تمشي من خلفه، فقال لهما: "هل لكما في الأمر الذي انطلقتما عليه من الملاعنة؟ "، فقالا: نعوذ بالله، قال: فردد ذلك عليهما، فقالا: نعوذ بالله -مرتين، أو ثلاثاً-، فقال لهما: "هل لكما في الإِسلام أن تسلما ويكون لكما ما للمسلمين وعليكما ما على المسلمين؟ "؛ فلم يقبلا ذلك وكرهاه، فقال لهما: "هل لكما في الجزية تؤديانها وأنتم صاغرون؛ كما قال الله ﷿؟ "؛ فقبلا ذلك، وقالا: لا طاقة لنا بحرب العرب. قلنا: وهذا مرسل صحيح الإسناد، وأما ما يخشى من تدليس المغيرة؛ فشعبة =