وأمر موسى أخاه عليهما السلام باتباع المصلحين، ونهاه عن اتباع المفسدين، فيما حكاه الله تعالى عنه بقوله: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢)} [الأعراف: ١٤٢]،
وهذه الآية تدل على أن بين الفريقين بَوناً بعيدًا، وأنهما في طرفي نقيض.
قال قتادة رحمه الله تعالى، وقرأ هذه الآية: لقد تفرق القوم في الدنيا وعند الموت، فتباينوا في المصير. رواه عبد بن حميد (١).
فالمتشبه بالصالحين هو المصلح لرأس ماله، الراجي للتجارة الباقية التي لن تبور، ولن تَبيد، ولا تنتهي فوائدها وعوائدها على التأبيد، فشأنه كما وجد رِبحًا في عمل صالح سارع إليه، وكلما سمع بفائدة في خلق جميل ثابر عليه.