للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَحْسَنَ فِيْما بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ، كَفاهُ اللهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيْرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلانِيَتَهُ".

وروى ابن أبي الدنيا في "الإخلاص" عن مَعْقِل بن عبيد الله الجَريري رحمه الله تعالى قال: كانت العلماء إذا التقوا تواصوا بهذه الكلمات، وإذا غابوا كتب بها بعضهم إلى بعض: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله، كفاه الله ما بينه وبين النَّاس، ومن اهتم بأمر آخرته، كفاه الله أمر دنياه (١).

وروى الإمام أحمد في "الزُّهد" عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال: لكل امرئ جَوَّانِيٌّ وبَرَّانِيٌّ؛ من يصلح جَوَّانِيَّهِ يصلح الله بَرَّانِيَّهِ، ومن يفسد جَوَّانِيَّهِ يفسد الله بَرَّانِيَّهِ (٢).

وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن بُريد (٣) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ صالحٌ تَحَنَّنَ اللهُ عَلَيْهِ" (٤).

والمعنى: أن العبد إذا حاول إصلاح قلبه وسريرته، تحنَّن الله تعالى عليه، فوفَّقه لإصلاح أعماله وعلانيته، ثم هو في إصلاح قلبه لا حول له ولا قوة إلا بربه.


(١) ورواه هناد في "الزهد" (١/ ٣٠٠) من قول عون بن عبد الله.
(٢) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١/ ٢٠٣).
(٣) في "أ": "بريدة".
(٤) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٣/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>