للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحنان - كما في "القاموس" -: الرحمة، والرزق، والبركة (١).

وفسره ابن عباس، ومجاهد بالتعطف، كما رواه عبد بن حميد.

ونتيجة هذه المعاني كلها إذا أريدت في الحديث إصلاح الأعمال في الدنيا، وحسن الجزاء في الآخرة.

وروى ابن أبي الدُّنيا في "الإخلاص" عن سفيان قال: قال ابن عجلان رحمه الله تعالى: لا يصلح العمل إلا بثلاث: التقوى به، والنية الحسنة، والإصابة (٢).

قلت: ومعنى الإصابة: أن يصيب بعمله عملاً مأخوذاً به في الشرع، موافقاً للعلم على سَنَن السنة، فلا بد في الصالح أن يكون متبعًا للسنة، متجنبًا عن البدعة ومحدثات الأمور، وذلك من لازم التقوى أيضاً؛ فإن المبتدع لو جاء بطاعة نوح، وكرم إبراهيم، وفتوة يوسف، وتواضع موسى، وزهد عيسى، وحزن يعقوب، وصبر أيُّوب، وشكر سليمان، وتلاوة داود، وحكمة لقمان، لا يكون تقيًا، ولا صالحاً مَرْضِيًّا.

وقد روى اللالكائي في "السنة" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: الاقتصاد في السنة، خيرٌ من الاجتهاد في البدعة (٣).


(١) انظر: "القاموس المحيط" (ص: ١٥٣٨) (مادة: حن).
(٢) ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب" (٢/ ٢٦٤).
(٣) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (١/ ٥٥)، ورواه الحاكم في "المستدرك" (٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>