للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحدثنا نافع بن ثابت، عن نافع مولى بنى أسد، قالا: لمّا كان يوم الثلاثاء أخذ الحجاج بالأبواب على ابن الزبير، وبات ابن الزبير يصلى عامّة [الليل] (١) في المسجد الحرام، ثمّ احتبى بحمائل سيفه، فأغفى ثمّ انتبه بالفجر، فقال أَذّنْ يا سعد. فأذن عند المقام، وتوضأ ابن الزبير، وركع ركعتى الفجر، ثمّ أقام المؤذن، وتقدم فصلى بأصحابه فقرأ: {ن وَالْقَلَمِ} حرفًا حرفًا، ثمّ سلّم، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

اكشفوا وجوهكم حتّى أنظر، وعليهم المغافر والعمائم، فكشفوا وجوههم، فقال: يا آل الزبير؟ لو طِبْتمُ لى نفسًا عن أنفسكم، كنا أهل بيت من العرب اصْطُلِمْنا لم تُصِبْنَا زَبّاءُ (٢) بتة، أما بعد: يا آل الزبير، فلا يَروعَنّكم وقع السيوف، فإنى لم أحضر موطنًا قط إِلَّا ارتثِثْتُ فيه بين القتلى، ولما أجِدُ من دواء جراحها أشدّ مما أجد من أَلَمِ وقْعِها، صونوا سيوفكم كما تصونوا وجوهكم، لا أعلمن امْرأً كسَرَ سيفه واستبقى نفسه، فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل، غُضّوا أبصاركم عن البارقة، وليَشْغَلْ كل امرئ منكم قِرْنَه، ولا يُلهيّنّكم السؤال عنى، ولا تقولُونَ: أين عبد الله بن الزبير؟ أَلَا وَمَنْ كان سائلًا فإنى في الرعيل الأول.

أَبَى لابن سَلْمَى أنه غير خالدٍ … مُلاقى المنايا أَيَّ صرفٍ تيمّمَا

فلست بمبتاعِ الحياةِ بِسُبَّةٍ … ولا مُرْتَقٍ (٣) من رهبة الموت سُلّمَا

والشعر لحصين بن الحُمَام المُرّى - احملوا على بركة الله، ثم حمل حتّى بلغ بهم الحَجُون، ورُمى بآجُرّة فأصابته في وجهه فأرعِش لها ودَمِى وجهُهُ، فلمّا وجد سخونةَ الدم يسيل على وجهه ولحيته قال: -


(١) التكملة من الطبري ج ٦ ص ١٩١ وهو ينقل عن ابن سعد.
(٢) أى داهية.
(٣) في الأصل "مبتغ" وأثبت ما في تهذيب ابن منظور ج ١٢ ص ٢٠٣.