للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

الناس في إخلالهم بواجبات الشرع، فإنه - رضي الله عنه - لَبَّبَ برداء هشام بن حكيم بن حزام على أنه كان يقرأ سورة الفرقان على غير ما يقرؤها عمر، وجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوده حتى قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرسله".

وأيضًا أخرج أم فروة أخت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - من البيت حين ناحت، وأيضًا ضرب بين ثديي أبي هريرة حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنعليه، وقال له: من لقيت يشهد أن لا إله إلَّا الله مستيقنًا بها قلبه بشره بالجنة، حتى خَرَّ لإسته، وقال: ارجع فرجع فأجهش بالبكاء.

وأيضًا لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على عبد الله بن أُبَيّ المنافق جذبه، وقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين.

وهكذا تثقيفاته وتشديداته أكثر من أن يحصيها نطاق البيان، فمن له علم وخبرة بها يستحيل منه أن يستبعد من مثل عمر أن يقيمه من مجلسه، ويرده إلى بيته ليغتسل، ويتركه يجلس ويصلي وقد ترك الواجب، فالعجب من العلامة الشوكاني مع أنه له باع طويل في الحديث والسير، وعارف بسيرته وتثقيفاته، كيف لم يتنبه لها، واستبعد منه - رضي الله عنه - أن يقول لذلك الرجل: اذهب فاغتسل، ثم احضر.

وقد تنبه له الإِمام الشافعي فقال: فلما لم يترك عثمان الصلاة للغسل، ولم يأمره عمر بالخروج للغسل، دل ذلك على أنهما قد علما أن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على الاختيار، وكذا الطحاوي والخطابي وغيرهما.

وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الغسل للصلاة لا لليوم، وهو الصحيح، وفيه أيضًا أنه لا يصح غسل الجمعة قبل الصبح.

<<  <  ج: ص:  >  >>