للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الحافظ السخاوي: ومما يتنبه عليه أن "سنن أبي داود" تقدمت روايتها عن مصنفها, ولكل أصل، وبينها تفاوت حتى في وقوع البيان في بعضها دون بعض، ولا سيما رواية أبى الحسن بن العبد، ففيها من كلامه أشياء زائدة على رواية غيره.

[شروح الكتاب والكتب المؤلفة حوله]

قد اعتنى بهذا الكتاب الجليل كثير من العلماء والمحدّثين شرحًا وتعليقًا واختصارًا واستخراجًا، وها هنا أذكر المجهودات المبذولة حول هذا الكتاب.

١ - "معالم السنن"، لأبي سليمان حَمْد بن إبراهيم الخطابي، المتوفى سنة ٣٨٨ هـ (١).

ولا يَعزبنَّ عن البال أن الخطابي لم يشرح جميع الأحاديث، بل يأتي إلى الباب الذي تعددت فيه الروايات، فإذا كان المآل فيها واحدًا شرح منها حديثًا واحدًا، وكأنه بذلك شرح جميع الباب، وإلَّا شرح أكثر من ذلك على حسب ما يتراءى له، وإلى ذلك أشار بقوله: ومن باب كذا (٢).

وهو يشرح المفردات الغريبة، والكلمات التي تحتاج إلى الشرح شرحًا واسعًا يدل على معرفة متبحرة باللغة، وقد يستشهد لشرحه بأبيات، أو جمل مأثورة عن العرب، ويشرح المراد من الجملة ثم يشرح الحديث، ثم يتحدث عن فقه الحديث، ويذكر آراء العلماء في موضوع الحديث، ويرجح الرأي الذي يرتضيه من هذه الآراء، ثم يذكر ما في الحديث من الفوائد والاستنباطات الأخرى مما قد لا يتصل بالباب.

طبع هذا الكتاب في حلب بأربعة أجزاء بتحقيق العلَّامة الشيخ محمد راغب الطباخ سنة ١٩٢٠ - ١٩٢٤، ١٩٣٢ - ١٩٣٤ م. ثم طبع مع شرحي المنذري وابن القيم بالقاهرة ١٩٥٠ م، وطبع في ٢٠٠١ م في بيروت.


(١) انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢٣)، و"وفيات الأعيان" (٢/ ٢١٤).
(٢) مقتبس من مقدمة الشيخ راغب الطباخ على "معالم السنن"، طبع حلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>