للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ (١): «يَا بِلَالُ! » فَقَالَ: أَخَذَ بِنَفْسِى الَّذِى أَخَذَ بِنَفْسِكَ يا رسول الله, بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى. فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ (٢) شَيْئًا

===

ففزع، أي أنبهته فانتبه، وقال الطيبي: فزع، أي هبَّ وانتبه، كأنه من الفزع والخوف؛ لأن من ينتبه لا يخلو عن فزع ما.

(فقال: يا بلال) والعتاب محذوف ومقدر، أي لم نِمْتَ ولم خالفت حتى فاتتنا الصلاة (فقال) أي بلال معتذرًا: (أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك يا رسول الله).

قال القاري (٣) نقلًا: أي كما توفاك في النوم توفاني، إشارة إلى قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} (٤)، وقال ميرك: وفيه نظر، والظاهر أن يقال: معناه غلب على نفسي ما غلب على نفسك من النوم، أي كان نومي بطريق الاضطرار دون الاختيار ليصح الاعتذار.

(بأبي أنت وأمي) أي مُفَدّى بأبي أنت وأمي، (فاقتادوا) أي جروا بأخذ زمامها (رواحلهم شيئًا)، وفي رواية "مسلم" قال: "اقتادوا فاقتادوا رواحلهم"، قال الخطابي (٥): قد اختلف الناس في معنى ذلك وتأويله، فقال بعضهم: إنما فعل ذلك لترتفع الشمس، فلا تكون صلاتهم في الوقت المنهي عن الصلاة فيه، وذلك أول ما تبزغ الشمس. قالوا: والفوائت لا تقضى في الأوقات المنهي عن الصلاة [فيها]، وهذا على مذهب أصحاب الرأي (٦).

وقال مالك والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق: تقضى الفوائت في


(١) وفي نسخة: "قال".
(٢) وصرح الشافعية بكراهة الصلاة في ذلك الوادي دون غيره، وقال في "تحفة المحتاج" (١/ ٤٦٥): لنصه - صلى الله عليه وسلم - أن هناك شيطانًا. (ش).
(٣) "مرقاة المفاتيح" (٢/ ١٧٧).
(٤) سورة الزمر: الآية ٤٢.
(٥) "معالم السنن" (١/ ١٨٦).
(٦) ما حكاه الخطابي عنهم ردّه العيني. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>