للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وجوابه بأن عمل الراوي إذا كان مقدمًا على الرواية , أو لم يعرف التاريخ لا يضر ذلك بالحديث ولا يجرح، قال في "التوضيح": وإن عمل بخلافه قبلها أو لم يعلم التاريخ لا يجرح.

واعترض البخاري على الحديث الرابع بقوله: وأما احتجاج بعض من لا يعلم بحديث وكيع عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة: "ونحن رافعو أيدينا في الصلاة، فقال: ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس، اسكنوا في الصلاة"، فإنما كان في التشهد لا في القيام، كان يسلم بعضهم على بعض، فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رفع الأيدي في التشهد، ولا يحتج بهذا من له حظ من العلم، هذا معروف مشهور لا اختلاف فيه، ولو كان كما ذهب إليه لكان رفع الأيدي في أول التكبيرة، وأيضًا تكبيرات صلاة العيد منهيًّا عنها, لأنه لم يستثن رفعًا دون رفع، انتهى.

وقال في "النيل" (١): وأجيب عن ذلك بأنه ورد على سبب خاص، فإن مسلمًا رواه أيضًا من حديث جابر بن سمرة قال: "كنا إذا صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأشار بيديه إلى الجانبين"، الحديث.

قلت: وأخرج هذا الحديث أبو داود والنسائي ومسلم (٢)، فأما أبو داود فأخرج من طريق زهير عن الأعمش من حديث جابر بن سمرة قال: "دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس رافعو أيديهم، قال زهير: أراه قال: في الصلاة، فقال: ما لي أراكم"، الحديث.

وأما النسائي فأخرج من طريق عبثر عن الأعمش من حديث جابر بن سمرة قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن- يعني- رافعو أيدينا في الصلاة فقال: ما بالهم"، الحديث.


(١) "نيل الأوطار" (٢/ ٢٠٧).
(٢) "صحيح مسلم" (٤٣٠)، و"سنن النسائي" (١١٨٤)، و"سنن أبي داود" (١٠٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>