للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

لا إله إلَّا الله ثلاثًا، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا، أعوذ بالله السميع العلم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ".

وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه (١)، قال الترمذي: وحديث أبي سعيد أشهر حديث في هذا الباب، وقال أيضًا: قد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث، انتهى، وعلي بن علي بن نجاد بن رفاعة وثَّقه وكيع وابن معين وأبو زرعة وكفى بهم.

ولما ثبت من فعل الصحابة كعمر وغيره الافتتاح بعده عليه السلام بسبحانك اللهم مع الجهر بقصد تعليم الناس ليقتدوا كان دليلًا على أنه الذي كان عليه عليه السلام في آخر الأمر، وأنه كان أكثر الأمر من فعله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان رفع غيره أقوى على طريق المحدثين.

ألا ترى أنه روي في "الصحيحين" (٢) عن أبي هريرة أنه عليه السلام كان يسكت هُنيئة قبل القراءة بعد التكبيرة، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: "أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد"، وهو أصح من الكل، متفق عليه، ومع ذلك لم يقل بسنيته عينًا أحد من الأئمة الأربعة.

والحاصل: أن غير المرفوع والمرفوع المرجوح في الثبوت عن مرفوع آخر قد يقدم على عديله إذا اقترن بقرائن تفيد أنه صحيح عنه عليه السلام، كذا قال الحلبي في شرح "المنية" (٣).


(١) "سنن الترمذي" (٢٤٢)، و"سنن النسائي" (٨٩٩)، و"سنن ابن ماجه" (٨٠٤).
(٢) "صحيح البخاري" (٧٤٤)، و"صحيح مسلم" (٥٩٨).
(٣) (ص ٣٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>