للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» , قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا آنِفًا؟ ». فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا

===

عمر الزهراني في روايته عن رفاعة بن يحيى أن تلك الصلاة كانت المغرب (وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

قال الحافظ (١): قال ابن بشكوال: هذا الرجل هو رفاعة بن رافع راوي الخبر، ثم استدل على ذلك بما رواه النسائي وغيره عن قتيبة، عن رفاعة بن يحيى الزرقي، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة، عن أبيه قال: "صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -فعطست فقلت: الحمد لله حمدًا"، الحديث، ونوزع في تفسيره به باختلاف سياق السبب والقصة.

والجواب أنه لا تعارض بينهما بل يحمل على أن عطاسه وقع عند رفع رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا مانع أن يكني عن نفسه لقصد إخفاء عمله، أو كنى عنه لنسيان بعض الرواة لاسمه، وأما ما عدا ذلك من الاختلاف فلا يتضمن إلَّا زيادة لعل الراوي اختصرها.

(اللَّهم ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي من الصلاة (قال: من المتكلم بها) أي بالكلمة (آنفًا؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أنا الذي تكلمت بالكلمة في الصلاة.

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكًا)، قيل: الحكمة في

اختصاص (٢) العدد المذكور من الملائكة بهذا الذكر أن عدد حروفه مطابق للعدد


(١) "فتح الباري" (٢/ ٢٨٦).
(٢) هكذا ذكره العيني (٤/ ٥٣٥) أيضًا، والعجب أنه والحافظ كليهما لم يذكرا شيئًا في =

<<  <  ج: ص:  >  >>