للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَكَ الْحَمْدُ, أَنْتَ قَيَّامُ (١) السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ, وَلَكَ الْحَمْدُ, أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ, أَنْتَ الْحَقُّ, وَقَوْلُكَ الْحَقُّ, وَوَعْدُكَ الْحَقُّ (٢)،

===

(ولك الحمد، أنت قيام السموات والأرض) ومعناه: الدائم القائم بحفظ المخلوقات، والقيام والقيوم من أبنية المبالغة، وهو القائم بنفسه الذي يقوم به كل موجود، حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلَّا به.

(ولك الحمد أنت رب السموات والأرض) أي مربيهما، والرب لغة المالك والسيد والمدبر والمربي والمكمل والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلَّا على الله إلَّا نادرًا (ومن) غلب فيه العقلاء (فيهن) أي في السماوات والأرض يعني العلويات والسفليات من المخلوقات.

(أنت الحق) أي الثابت بالوجود الحقيقي الدائم الأزلي الأبدي (وقولك الحق) أي المتحقق الثابت بلا شك فيه، وفي رواية البخاري: "قولك حق" بالتنكير، والتعريف للحصر، والتنكير للعظمة.

(ووعدك الحق) لا خلف في وعده ووعيده في الإنعام والانتقام في حق عبيده، قال الطيبي: عرف الحق في أنت الحق ووعدك الحق، ونكر في البواقي, لأنه لا منكر سلفًا وخلفًا أن الله هو الثابت الدائم الباقي، وما سواه في معرض الزوال:

أَلَا كُلُّ شَيءٍ مَا خَلَا اللهِ بَاطِلُ

وكذا وعده مختص بالإنجاز دون وعد غيره، إما قصدًا وإما عجزًا، تعالى الله عنهما، والتنكير للبواقي للتفخيم.


(١) وفي نسخة: "قيم".
(٢) وفي نسخة: "حق".

<<  <  ج: ص:  >  >>