للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نَحْوَهُ: قَالَ قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ. عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَطَسَ رِفَاعَةُ - ولَمْ يَقُلْ قُتَيْبَةُ: رِفَاعَةُ - فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- انْصَرَفَ

===

لأبي داود: قتيبة بن سعيد بن جميل وسعيد بن عبد الجبار بن يزيد القرشي (نحوه) أي نحو الحديث المتقدم.

(قال قتيبة: نا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة (١) بن رافع، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه قال) رفاعة: (صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس رفاعة) فيه التفات من التكلم إلى الغيبة (ولم يقل قتيبة: رفاعة) بل قال: فعطست، كما في الترمذي والنسائي (فقلت: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه مباركًا عليه).

قال الحافظ (٢): قيل: الأول بمعنى الزيادة، والثاني بمعنى البقاء، قال الله تعالى: {وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} (٣)، هذا يناسب الأرض, لأن المقصود به النماء والزيادة لا البقاء, لأنه بصدد التغير، وقال تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ} (٤)، فهذا يناسب الأنبياء, لأن البركة باقية لهم، ولما كان الحمد يناسبه المعنيان جمعهما، كذا قرره بعض الشراح ولا يخفى ما فيه.

(كما يحب ربنا ويرضى) فيه من حسن التفويض إلى الله تعالى ما هو الغاية في القصد، (فلما صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أتم الصلاة (انصرف) إلى الجماعة


(١) كان حق الحديث أن يذكر في "باب تشميت العاطس في الصلاة"، والحديث ذكره ابن العربي وبسط طرقه. [انظر: "عارضة الأحوذي" (٢/ ١٩٣)]. (ش).
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٢٨٦).
(٣) سورة فصلت: الآية ١٠.
(٤) سورة الصافات: الآية ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>