للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِنْتَ الْحَارِثِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرُأ {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: ١]، فَقَالَتْ: يَا بُنَىَّ, لَقَدْ ذَكَّرْتَنِى بِقِرَاءَتِكَ (١) هَذِهِ السُّورَةَ, إِنَّهَا لآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ بِهَا فِى الْمَغْرِبِ". [خ ٧٦٣، م ٤٦٢، ت ٣٠٨، ن ٩٨٥، جه ٨٣١، ق ٢/ ٣٩٢، حب ١٨٣٢]

===

بنث الحارث) بن حزن الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب، والدة عبد الله، وأخت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - (سمعته) أي ابن عباس (وهو يقرأ) سورة {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}، فقالت) أم الفضل: (يا بني).

اختلف القُرَّاء في هذا اللفظ الوارد في القرآن، فقرأ حفص عن عاصم يا بني بفتح الياء في جميع القرآن، والباقون بالكسر، ليكون دليلًا على ياء الإضافة المحذوفة، فإن أصل ابن علي ما اختاره الجوهري بنو، فحذفت واوه وعوضت عنها همزة الوصل، فلما صغر عادت الواو، فصار بنيو، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، فصار بني، ثم أضيف إلى ياء المتكلم فصار بني بالياء المشددة المكسورة، ثم الياء الساكنة للمتكلم، فاجتمع ثلاث ياآت، فحذفت ياء المتكلم لدلالة الكسر عليها تخفيفًا، ثم الجمهور على كسر الياء، وبعضهم فتح الياء كيا أبت ويا أبت، ونودي بها فصار يا بني بفتح الياء وكسرها.

(لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة) والمفعول الثاني لذكرتني إما محذوف، وهو قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها، أو يقال: إن مفعوله الثاني قوله (إنها) أي السورة (لآخر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في المغرب).

قال الحافظ في "شرح البخاري" (٢): وصرح عقيل في روايته عن ابن شهاب أنها آخر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولفظه: "ثم ما صلَّى لنا بعدها حتى قبضه الله"، أورده المصنف في "باب الوفاة"، وقد تقدم في "باب إنما جعل الإِمام ليؤتم به" من


(١) وفي نسخة: "ذكرتني قراءتك".
(٢) "فتح الباري" (٢/ ٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>