للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ". [ن ٣٢]

===

الوجهان، إلَّا أن يقال: حمل عيدان بالفتح على الجنس أقرب, لأنه مما فرق بينه وبين واحده بالتاء، ومثله يجيء للجنس، بل قالوا: إن أصله الجنس يستعمل في الجمع أيضًا، فلا إشكال فيه بخلاف العيدان بالكسر، جمع عود.

وأجاب بعضهم على تقدير الكسر بأنه جمع اعتبارًا للأجزاء، فارتفع الإشكال على الوجهين، ثم قيل: لا يعارضه (١) ما جاء "أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه بول"، إما لأن المراد أن ذلك إذا طال مكثه، وما يجعل في الإناء لا يطول مكثه غالبًا، أو لأن المراد هناك كثرة النجاسة في البيت، بخلاف ما في القدح، فإنه لا يحصل به النجاسة لمكان آخر، انتهى.

(تحت سريره) أي موضوع تحته، وفيه أن النوم على السرير لا ينافي (٢) الزهد (يبول فيه بالليل) (٣) رفقًا بنفسه أن يتعبها في القيام لذلك، وتعليمًا لأمته، ولبيان الجواز، قال في "درجات مرقاة الصعود": قال ولي الدين: يعارضه ما رواه الطبراني في "أوسطه" بسند جيد عن عبد الله بن يزيد عنه - صلى الله عليه وسلم - قال:


(١) قال صاحب "الغاية": لا يخالف أيضًا حديث: "أكرموا عمتكم النخلة"، فإن الحديث بطرقه ضعيف، [انظر: "كشف الخفاء" (١/ ١٧٢)]، وإن صح فإكرامها سقيها وتلقيحها، فإذا انفصل واتُخذ قدحًا زال اسم النخلة، وأيضًا بوله - صلى الله عليه وسلم - تشريف لها وإكرام. (ش).
(٢) وأيضًا فيه دليل على أن السرير لو يفرش على النجس تصح الصلاة "ابن رسلان". قلت: لكن فضلاته - صلى الله عليه وسلم - طاهرة فكيف الاستدلال؟ والجواب: أنه عليه الصلاة والسلام كان يعامل مع نفسه في هذه الأمور كمعاملة آحاد الأمة لأجل التعليم. (ش).
(٣) زاد في بعض الروايات بعد ذلك: "فبال فيه ليلة، ووضع تحت سريره، ثم افتقده، ولم يجد فيه شيئًا، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه: ما فُعل بالبول الذي كان في هذا القدح؟ فقالت: يا رسول الله إني شربته"، وفي رواية أخرى بعد ذلك: "صحة يا أم يوسف، وكانت تكنى أم يوسف، فما مرضت قط حتى ماتت". راجع إلى "شرح الشفاء" للقاري (١/ ٣٩١)، وشرح "المواهب اللدنية" (٥/ ٥٥٠)، و"عمدة القاري" (٢/ ٤٨١)، و"تحفة المحتاج"، و"التلخيص الحبير" (١/ ١٧١) و"تهذيب الأسماء واللغات" (١/ ٤٢) للنووي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>