للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: "عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ في الْوِتْرِ- قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ: في قُنُوتِ الْوِتْر-: "اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ،

===

"المغني" (١): أبو الحوراء بمفتوحة وبراء ومد، وقال في "القاموس" في الحور: وأبو الحوراء راوي حديث القنوت فرد، فما في أكثر الكتب من الجوزاء بالجيم والزاي تصحيف من النساخ، هو ربيعة بن شيبان السعدي البصري، وفي نسخة: قال أبو داود: أبو الحوراء ربيعة بن شيبان، وثقه النسائي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وقد توقف ابن حزم في صحة حديثه عن الحسن في القنوت فقال: هذا الحديث وإن لم يكن مما يحتج فإنا لم نجد فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غيره، والضعيف من الحديث أحب إلينا من الرأي كما قال أحمد بن حنبل.

(قال: قال الحسن بن علي) بن أبي طالب (علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلمات) أي دعوات (أقولهن في الوتر، وقال ابن جواس: في قنوت الوتر) فزاد لفظ "قنوت"، ولم يقله قتيبة (اللهُمَّ اهدني) أي ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى مراتب النهاية (فيمن هديت) أي جملة من هديتهم. وقيل: لفظ "في" فيه وفيما بعده بمعنى مع.

(وعافني) أي من أسوء الأدواء والأخلاق والأهواء (فيمن عافيت، وتولني) أي قول أمري ولا تكلني إلى نفسي (فيمن توليت، وبارك لي) أي أكثر الخيرَ لي (فيما أعطيت) أي فيما أعطيتني من العمر والمال والعلوم والأعمال، قال الطيبي (٢): لفظ "في" فيه ليست كما هي في السوابق, لأن معناها أوقع البركة فيما أعطيتني من خير الدارين.


(١) (ص ٨٣).
(٢) "شرح الطيبي" (٣/ ١٥٢)، و"مرقاة المفاتيح" (٣/ ٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>