للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ (١)، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ". [ت ٤٦٤، جه ١١٧٨، ن ١٧٤٥، حم ١/ ١٩٩، خزيمة ١٠٩٥، ق ٢/ ٢٥٩، ك ٣/ ١٧٢]

===

(وقني) أي احفظني (شر ما قضيت) أي ما قدرت لي من قضاء وقدر، فسلِّم لي العقل والدين (إنك) تعليل للسؤال (تقضي) أي تقدر أو تحكم بكل ما أردت (ولا يقضى عليك) فإنه لا معقب لحكمك ولا يجب عليك شيء (وإنه) الشأن (لا يَذِلُّ) بفتح فكسر أي لا يصير ذليلًا (من واليتَ) أي من تكون له مواليًا في الآخرة أو مطلقًا وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه من أهانه وأذله باعتبار الظاهر, لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله وعند أوليائه، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور، كقطع زكريا بالمنشار، وفي نسخة "ولا يعز من عاديت" في الآخرة أو مطلقًا. وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي، لكونه لم يمتثل أوامرك ولم يجتنب نواهيك.

(تباركت) أي تكاثر خيرك في الدارين (ربنا) بالنصب أي يا ربنا (وتعاليت) أي ارتفع عظمتك وظهر قهرك وقدرتك على من في الكونين، أو ارتفعت عن مشابهة كل شيء، ورواه ابن أبي عاصم وزاد: "نستغفرك ونتوب إليك". وزاد النسائي في آخره: "وصلى الله على النبي".

قال ابن الهمام (٢): في القنوت ثلاث خلافيات، إحداها: أنه إذا قنت في الوتر يقنت قبل الركوع أو بعده، والثانية: أن القنوت في الوتر في جميع السَّنةِ (٣)، أو في النصف الأخير من رمضان، والثالثة: هل يقنت في غير الوتر أو لا؟ .


(١) زاد في نسخة: "ولا يعز من عاديت".
(٢) "فتح القدير" (١/ ٤٢٨).
(٣) بالأول قال مالك والحنفية وبالثاني الشافعي وأحمد كما في "المغني" (٣/ ٥٨٠). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>