للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ (١) -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو: «رَبِّ أَعِنِّى وَلَا تُعِنْ عَلَىَّ وَانْصُرْنِى وَلَا تَنْصُرْ عَلَىَّ, وَامْكُرْ لِى وَلَا تَمْكُرْ عَلَىَّ, وَاهْدِنِى وَيَسِّرْ هُدَاىَ إِلَىَّ, وَانْصُرْنِى عَلَى مَنْ بَغَى عَلَىَّ. اللَّهُمَّ (٢) اجْعَلْنِى لَكَ شَاكِرًا, لَكَ ذَاكِرًا, لَكَ رَاهِبًا, لَكَ مِطْوَاعًا, إِلَيْكَ مُخْبِتًا

===

قال أبو زرعة والنسائي: ثقة، ذكره ابن حبان في "الثقات"، له عندهم حديثا واحد في الدعاء "رب أعني ولا تعن علي"، الحديث، صححه الترمذي وابن حبان والحاكم (٣).

(عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو: رب أعني) من الإعانة على عبادتك، أي وفقني لذكرك وشكرك وحسن عبادتك (ولا تعن علي) أي الشيطان حتى يمنعني من حُسن العبادة، (وانصرني) على الأعداء (ولا تنصر عليَّ) أحدًا من خلقك، أي لا تسلطهم علي، (وامكر لي)، قال الطيبي (٤): المكر: الخداع، وهو من الله تعالى إيقاع بلائه بأعدائه من حيث لا يشعرون (ولا تمكر علي) أي ولا تمكر لأعدائي (واهدني) أي: دلني على الخيرات أو على عيوب نفسي (يسر هداي إلى) أي سهل وصول الهداية إلى (وانصرني على من بغى علي) أي: بالاستنكاف عن قبول الحق والاستكبار عن الإِسلام، أو بالخروج على القتال.

(اللهُمَّ اجعلني لك شاكرًا) أي لا لغيرك (لك ذاكرًا) أي لا لمن سواك (لك راهبًا) أي خائفأ منك خاصة، والرهب من المعصية ومن السخط (لك مطواعًا) أي كثير الطوع والانقياد للطاعة (إليك مخبتًا) من الخبت وهو المطمئن من الأرض، قال الله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} (٥) أي أطمأنوا إلى ذكره،


(١) في نسخة: "رسول الله".
(٢) زاد في نسخة: "رب".
(٣) "سنن الترمذي" (٣٥٥١)، و"صحيح ابن حبان" (٩٤٧ - ٩٤٨)، و"المستدرك" للحاكم (١/ ٥١٩).
(٤) انظر: "شرح الطيبي" (٥/ ٢٠٣)، و"مرقاة المفاتيح" (٥/ ٣٤٦).
(٥) سورة هود: الآية ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>