للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- أَوْ مُنِيبًا - رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِى, وَاغْسِلْ حَوْبَتِى, وَأَجِبْ دَعْوَتِى, وَثَبِّتْ حُجَّتِى, وَاهْدِ قَلْبِى, وَسَدِّدْ لِسَانِى, وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِى». [ت ٣٥٥١، جه ٣٨٣٠، حم ١/ ٢٢٧]

===

أو سكنت نفوسهم إلى أمره، وقال سبحانه وتعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ} (١) الاية، أي: خافت، فالمخبت هو الواقف بين الخوف والرجاء، وقيل: خاشعًا من الإخبات وهو الخشوع والتواضع.

(أو منيبًا) هكذا في جميع النسخ الموجودة عندي، والذي يغلب على الظن أن ههنا سقوطًا، وكأن في الأصل: أوَّاهًا منيبا، فسقط منه الألف والهاء، وهكذا في "الحصين الحصين": إليك أوَّاهًا منيبًا، وعزاه إلى الأربعة وابن حبان و"مستدرك الحاكم" و"مصنف ابن أبي شيبة"، وقد رأيت هكذا في لفظ الترمذي وابن ماجه، وليس فيها لفظ أو للشك، ومعناه كثير التأوه والبكاء، أي اجعلني حزينًا متوجعًا على التفريط، ومنه قوله تعالى: {لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} (٢)، والإنابة الرجوع أي راجعًا إليك عن المعصية إلى الطاعة، وعن الغفلة إلى الحضرة، وتقديم الصلات على متعلقاتها للاهتمام وإرادة الاختصاص.

(رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي) بفتح الحاء: الإثم، وغسلها كناية عن إزالتها بالكلية بحيث لا يبقى منها أثر (وأجب دعوتي) أي دعائي (وثبت حجتي) أي: قولي وإيماني في الدنيا وعند جواب الملكين (واهد قلبي) إلى معرفة ربي (وسدد لساني) أي صَوِّبْ وقَوِّمْ لساني حتى لا أنطق إلَّا بالصدق، ولا أتكلم إلَّا بالحق (واسْلُلْ سخيمة قلبي) أي غله وحقده وحسده ونحوها مما ينشأ من الصدر، ويسكن في القلب من مساوئ الأخلاق، وسَلُّها إخراجها وتنقية القلب منها، من سل السيف إذا أخرجه من الغمد.


(١) سورة الحج: الآية ٣٤.
(٢) سورة التوبه: الآية ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>