للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ خُصَيْفٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ إِذَا أَتَتَا (١) عَلَى الْوَقْتِ تَغْتَسِلَانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ». [ت ٩٤٥، حم ١/ ٣٦٤]

===

مولى محمد بن مروان بن الحكم، نزل بغداد، وهو عم الحضير بن شجاع، ويقال له: الخصيفي لكثرة روايته عن خصيف. عن أحمد: شيخ صدوق، وعنه أيضًا: لا بأس به. وكذا قال أبو داود. وقال ابن معين، ويعقوب بن سفيان، والدارقطني: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح، ليس بذاك القوي، في بعض ما يرويه مناكير، يُكتَب حديثُه. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقًا. وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: وذكره ابن حبان أيضًا في "الضعفاء"، فقال: يروي المقلوبات عن الثقات.

(عن خُصيف، عن عكرمة ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت) أي ميقات الحج والعمرة (تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسكَ كلها) أي أفعال الحج (غير الطواف بالبيت) فإن الطواف بالبيت يكون في المسجد، وهما ممنوعتان عن دخوله.

قال الشوكاني في "النيل" (٢): وفيه دليل على أن الحائض تسعى، ويؤيد قولُه في حديث عائشة: "افعلي ما يفعل الحاج ... إلخ"، ولكنه قد زاد ابن أبي شيبة من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- الذي أشرنا إليه بعد قوله: "إلَّا الطواف"، ولفظه: "وبين الصفا والمروة"، وكذلك زاد هذه الزيادة الطبراني من حديثه، وقد قال الحافظ: إن إسناد ابن أبي شيبة صحيح، وقد ذهب الجمهور إلى أن الطهارة غير واجبة، ولا شرط في السعي، ولم يَحْكِ ابْن المنذر القول بالوجوب إلَّا عن الحسن البصري. قال في "الفتح": وقد حكى المجد بن تيمية من الحنابلة- يعني: المصنف- رواية عندهم مثله، انتهى.


(١) في نسخة: "أتوا"، وفي أخرى: "أتيا".
(٢) "نيل الأوطار" (٣/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>