للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٠٠١ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي

===

ويدل على غلط أبي الزبير على عائشة أن أبا سلمة بن عبد الرحمن روى عن عائشة أنها قالت: حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأفضنا يوم النحر (١).

قلت: وإنما نشأ الغلط من تسمية الطواف؛ فإن النبي مجديد أخر طواف الوداع إلى الليل، فهذا هو الطواف الذي آخره إلى الليل بلا ريب، فغلط فيه أبو الزبير، أو من حدثه به، وقال: طواف الزيارة، والله الموفق.

قلت: ويمكن تأويله بأن البخاري أخرج تعليقًا (٢) فقال: قال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس - رضي الله عنهم-: "أخر النبي - صلى الله عليه وسلم - الزيارة إلى الليل". فلفظ الحديث كان ما ذكره البخاري، وكان المراد بالزيارة زيارة البيت لا طواف الزيارة، ولكن فهم بعض الرواة منه أن المراد به طواف الزيارة، فرواه بلفظ: "أخر طواف يوم النحر" على ما فهمه من لفظ الحديث.

وقد ذكر البخاري بلفظ التمريض: وَيُذْكَر عن أبي حسان، عن ابن عباس: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور البيتَ أيام مني"، فكأن البخاري حمل الزيارة في حديث أبي الزبير عن ابن عباس على زيارة البيت غير طواف الزيارة.

قال الحافظ (٣): ولرواية أبي حسان هذه شاهد مرسل، أخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفيض كل ليلة"، فظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يطوف طواف الإفاضة كل ليلة، فليس المراد طواف الإفاضة، بل المراد أنه ينزل من مني إلى مكة كل ليلة.

٢٠٠١ - (حدثنا سليمان بن داود، أنا ابن وهب، حدثني


(١) أخرجه البيهقي في "الكبرى" (٥/ ١٤٤).
(٢) في باب الزيارة يوم النحر. [انظر: "فتح الباري" (٣/ ٥٦٧)].
(٣) "فتح الباري" (٣/ ٥٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>