للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٢ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ

===

النفي إلى الكمال لا إلى الصحة، كحديث: "لا صلاة لجار المسجد إلَّا في المسجد" (١)، ويؤيد ذلك حديث: "ذكر الله على قلب المؤمن سمَّاه أو لم يسم" (٢). وأما الجواب عن ضعف هذا الحديث فإنه تعاضد لكثرة طرقه واكتسب قوة كما قلنا في ضعف حديث الباب، واحتج البيهقي على عدم الوجوب بحديث: "لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله" (٣).

واستدل الطحاوي بحديث مهاجر بن قنفذ أنه سلَّم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتوضأ فلم يرد عليه، فلما فرغ من وضوئه قال: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك، إلَّا أني كرهت أن أذكر الله إلَّا على طهارة"، على أن التسمية عند الوضوء ليس بلازم, لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كره ذكر الله إلَّا على طهارة، فيدل على أنه عليه السلام توضأ قبل أن يذكر، فالراجح أن يقال: لا وضوء متكاملًا في الثواب.

قال ابن الهمام في شرح "الهداية" (٤): (فرع): نسي التسمية فذكرها في خلال الوضوء فسمَّى؟ لا يحصِّل السنة، بخلاف نحوه في الأكل، كذا في "الغاية" معلِّلاً بأن الوضوء عمل واحد بخلاف الأكل، وهو إنما يستلزم في الأكل تحصيل السنة في الباقي لا استدراك ما فات.

١٠٢ - (حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح) هو أحمد بن عمرو بن


(١) أخرجه الدارقطني في "سننه" (١٥٥٢).
(٢) أخرجه البيهقي في "سننه" (٩/ ٢٤٠)، والدارقطني في "سننه" (٤/ ٢٩٥). بلفظ: "اسم الله على كل مسلم".
(٣) أخرجه أبو داود في "سننه" (٨٥٨)، وابن ماجه في "سننه" (٤٦٠).
(٤) "شرح فتح القدير" (١/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>