للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ في صَوْمِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لبَنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ فَشَرِبَ". [خ ١٩٨٨، م ١١٢٣]

===

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تماروا) أي اختلفوا (عندها يوم عرفة) بعرفة (في صوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم) وكان من جزم بأنه صائم استند ما ألفه من العبادة، ومن جزم بأنه غير صائم قامت عنده قرينة كونه مسافرًا، أو قد عرف نهيه عن صوم الفرض في السفر فضلًا عن النفل.

(فأرسلت إليه بقدح لبن)، قال الحافظ (١): سيأتي في الحديث الذي يليه أن ميمونة بنت الحارث هي التي أرسلت، فيحتمل التعدد، ويحتمل أنهما معًا أرسلتا، فنسب ذلك إلى كل منهما، لأنهما كانتا أختين، فتكون ميمونة أرسلت بسؤال أم الفضل لها في ذلك لكشف الحال في ذلك، ويحتمل العكس، وستأتي الإشارة إلى تعيين كون ميمونة هي التي باشرت الإرسال، ولم بسم الرسول في طرق حديث أم الفضل، لكن روى النسائي (٢) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس ما يدل على أنه كان الرسول بذلك، ويقوي (٣) ذلك أنه كان ممن جاء عنه أنه أرسل إما أمه وإما خالته.

(وهو واقف على بعيره) أي يخطب الناس (بعرفة فشرب)، زاد في حديث ميمونة: "والناس ينظرون".


(١) "فتح الباري" (٤/ ٢٣٧).
(٢) أخرجه النسائي في "الكبرى" (٢٨١٥).
(٣) وفي الأصل: "يقول"، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>