للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَّا قَوْلُهَا: يَضْرُبنِي إِذَا صَلَّيْتُ، فَإنَهَا تَقْرأُ بِسُورَتي وَقَدْ نَهَيْتُهَا، قَالَ: فَقَالَ: "لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتِ النَّاسَ"،

===

(يا رسول الله، أما قولها: يضربني إذا صليت، فإنها تقرأ بسورتي) (١) هكذا في المجتبائية والمصرية والمكتوبة الأحمدية بإضافة لفظ "السورة" (٢) إلى ياء المتكلم، والنسخة الأخرى على حاشية المكتوبة الأحمدية وحاشية المجتبائية: "بسورتين" بصيغة التثنية، وهكذا في متن نسخة "العون" و"المشكاة"، وأَقَرَّه القاري فقال في "شرحه" (٣): بسورتين طويلتين في ركعة أو ركعتين.

وكتب على حاشية المكتوبة الأحمدية معزوًا إلى مولانا، والمراد به مولانا محمد إسحاق الدهلوي ثم المهاجر المكي: قوله: "بسورتي"، وفي بعض النسخ: "بسورتين" بصيغة التثنية، الثاني هو الظاهر الموافق للجواب لمولانا.

(وقد نهيتها) أي عن تطويل القراءة أو إطالة الصلاة (قال) أي أبو سعيد: (فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لو كانت) أي القراءة بعد بالفاتحة، وقال الطيبي (٤): لو كانت القراءة سورة واحدة وهي الفاتحة (٥) (سورة واحدة) أي: أيَّ سورة كانت ولو أقصرها (لكفت الناس) أي لأجزأتهم كافتهم جمعًا وأفرادًا، فمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كانت سورة" إلى آخره على النسخة التي فيها لفظ السورة مضاف إلى ياء المتكلم، معناه لو كانت سورة واحدة في القرآن لكفت الناس قراءتها في الصلاة، فلا ينبغي لك أن تنهاها عن السورة التي تقرأها، فعلى هذا في الكلام زجر لصفوان عن نهيها عن السورة التي تقرؤها.

وأما على النسخة الأُخرى فمعناها: لو كانت سورة واحدة، أي لو كانت


(١) ذكر في "التقرير": إن كان التثنية فحذف نون بدون القياس. (ش).
(٢) ويؤيده ما في "التلقيح" (ص ٤٧٧): قال: إن معي سورة ليس معي غيرها هي تقرأها ... إلخ. (ش).
(٣) "مرقاة المفاتيح" (٦/ ٤٠٩).
(٤) "شرح الطيبي (٦/ ٣٢١).
(٥) وفي "التقرير": سوى الفاتحة، انتهى. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>