للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأُسْوَةٌ، فَجَرُّوهُ (١)، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ فَقَتَلُوهُ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا، فَلَمَّا خَرَجُوا (٢) بِهِ لِيَقْتُلُوهُ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُونَ (٣) مَا بِي جَزَعًا لَزِدْتُ". [خ ٣٩٨٩، حم ٢/ ٢٩٤]

===

الأسر (لأسوة) أي: اقتداء، بأني أختار أن أقتل معهم، (فجروه، فأبى أن يصحبهم فقتلوه)، وزاد البخاري في روايته: "وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى (٤) خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو الذي قتل الحارث بن عامر يوم بدر" (فلبث)، وفي رواية البخاري: "فمكث" (خبيب أسيرًا) أي: عندهم، حتى خرجت الأشهر الحرم (حتى أجمعوا) أي عزموا على (قتله، فاستعار) أي خبيب (موسى) وهي آلة الحلق (يستحدُّ بها) أي يحلق بها شعر العانة.

(فلما خرجوا به) أي من الحرم إلى التنعيم (ليقتلوه، قال لهم خبيب: دعوني أركع) أي: أُصَلِّ (ركعتين (٥)، ثم قال: والله لولا أن تحسبون) أي تظنوا (ما بي) أي الذي متلبس بي (جزعًا) مفعول لتحسبوا، ولفظ البخاري: "لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت" (لزدت).

قال الحافظ (٦): في رواية بريدة بن سفيان: "لزدت سجدتين أخريين"، وفي رواية البخاري بعد هذا في الحديث زيادة كثيرة، وفيه: أنه دعا


(١) في نسخة: "فجرروه".
(٢) في نسخة: "أخرجوه".
(٣) في نسخة: "تحسبوا".
(٤) بمائة من الإبل، وقيل: بأمة سوداء، وقيل: بأسيرين من هذيل كانا بمكة، كذا في الخميس (١/ ٤٥٦). (ش).
(٥) يقال: هو أول من سن الصلاة عند القتل؛ ويشكل عليه ما في "الخميس" (١/ ٤٥٧) من فعل زيد بن الحارث ذلك. (ش).
(٦) "فتح الباري" (٧/ ٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>