الجمحي، فأمنه، فأعطاه عمامته أو رداءه علامة، فخرج بها عمير حتى أدركه بجدة، فرجع معه، حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال صفوان: هذا يزعم أنك أَمَّنتني، قال: صدق، قال: فاجعلني في أمري بالخيار شهرين، قال: أنت فيه بالخيار أربعة أشهر، فلما أعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالًا كثيرًا، أسلم، ١٠ - وحارث بن طلاطلة، قتله علي بن أبي طالب، ١١ - وعبد الله بن الزبعري، كان يهجو أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحرض المشركين على قتالهم، فلما سمع هدر دمه هرب إلى نجران وسكنها، وبعد مدة وقع الإِسلام في قلبه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم.
وأما النساء اللاتي أهدر النبي - صلى الله عليه وسلم - دماءهن فهن:
١ - هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان، جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - متنكرة في النساء حين بايع النساء على الصفا، ٢ - وقريبة- بالقاف والموحدة مصغرًا-، ٣ - والفَرْتني- بالفاء المفتوحة والراء المهملة الساكنة والمثناة الفوقية والنون-، وهما قينتان لابن خطل مغنيتان، فقتلت قريبة، وأما فرتني فأسلمت، ٤ - ومولاة بني خطل، قتلت يوم الفتح، ٥ - ومولاة بني عبد المطلب، ولم أقف على تسميتها، ٦ - وأم سعد أرنب، قتلت، والله تعالى أعلم، هكذا ذكر أهل السير.
وأما قوله في الحديث: إلَّا أربعة نفر وامرأتين فلا يخالف ما في السير، فإن ذكر العدد لا يقتضي نفي ما وراء، ويحتمل أن يكون ذكر العدد في وقت، فحفظه الراوي.
(قال) أي سعد: (وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ) أي: اختفى (عند عثمان بن عفان) لأنه كان أخاه من الرضاعة، (فلما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس) أي أهل مكة (إلى البيعة) أي: بيعة الإسلام (جاء) أي عثمان (به)