للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَىَّ أَصْدَقُهُ, فَاخْتَارُوا إِمَّا السَّبْىَ وَإِمَّا الْمَالَ» , فَقَالُوا: نَخْتَارُ سَبْيَنَا, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ, ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ! فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ جَاؤوا تَائِبِينَ, وَإِنِّى قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدّ إِلَيْهِمْ (١) سَبْيَهُمْ, فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ, وَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِئُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ» ,

===

القسطلاني (٢): وحاصل هذا القول أن معي العسكر، ولهم حق في السبايا والمال التي أخذت منكم، فلا يمكن أن يرد إليكم كل السبي والمال, لأن فيه ضلال العمل وإضاعة الحق، بل يمكن أن يرد إليكم بعض ما أُخذ منكم، وما قال صاحب "العون" في شرحه (٣): "معي من ترون من السبايا" بعيد بل غلط.

(وأحب الحديث إليّ أصدقه)، وهو أن يرد عليكم إحدى الطائفتين، (فاختاروا إما السبي وإما المال، فقالوا: نختار سبينا، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: خطيبًا فيهم (فأثنى على الله) أي: بما هو أهله (ثم قال: أما بعد! فإن إخوانكم) لكونهم من العرب من هوازن ولإسلامهم (هؤلاء جاؤوا تائبين) عن الكفر، مسلمين.

(وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب) أي: يعطيه بطيب نفس من غير عوض (ذلك) أي: رد السبي (فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه) أي: نصيبه من السبي (حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا) أي: يعطيه الله من طريق الفيء (فليفعل).

حاصله: أن من أحب منكم أن لا يترك نصيبه من السبي إلَّا بعوض، فنحن نَعِدُه أن نعطيه من أول ما يفيء الله علينا، فعليه أن يترك نصيبه بذلك العوض.


(١) في نسخة: "عليهم".
(٢) انظر: "إرشاد الساري" (٦/ ٤٩).
(٣) "عون المعبود" (٧/ ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>