للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٩٢٤ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، عن أَبِيهِ، عن يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا}، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا}،

===

وضبطه صاحب "العون" (١) ببناء المجهول، وهو مع بعده يمكن أن يكون معناه أنه لما رأى غلبة الإِسلام في المقاتلة، حتى قتل صناديد كفار قريش في بدر، وكذا في غيره من المواطن، فكأنه أكره على الإِسلام بالسيف.

وأما قول أم سعد: لا تقرأ {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} إلى آخره، معناه أن هذه الآية نزلت في قصة أبي بكر بأنه حَلَفَ أن لا يورِّث ابنه عبد الرحمن؛ لأنه كان لم يسلم، فلا يصح أن يقرأ {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ} من باب المفاعلة، بل الصواب على هذا التقدير {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ}، فإنه وقع الحلف من أبي بكر بنفي توريث عبد الرحمن، ولعلها لم تبلغها قراءة عاقدت من باب المفاعلة، فأنكرتها لكونها مخالفة لما نزلت من القصة.

ونظيره ما روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها أنكرت في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} (٢)، وقالت: معاذ الله، كيف يظن أن الرسل ظنوا أنهم قد كُذِبُوا في ما وُعِدَ لهم من الله سبحانه، وقالت: والقراءة فيه: "وظَنُّوا أنهم قد كذِّبوا" (٣) من باب التفعيل.

٢٩٢٤ - (حدثنا أحمد بن محمد، نا علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا} و {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا})، إشارة إلى آيتين من سورة الأنفال، وتمام نظم الآية: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ


(١) "عون المعبود" (٨/ ٩٩).
(٢) سورة يوسف: الآية ١١٠.
(٣) أخرجه البخاري نحوه (٣٣٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>