للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَخَرَجْتُ مَحْمُومًا، فَنُمِيَ ذَلِكَ إلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "مُرُوا أَبَا ثَابِتٍ يَتَعَوَّذُ" (١). قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، وَالرُّقَى صَالِحَةٌ؟ فَقَالَ: "لَا رُقْيَةَ إلَّا في نَفْسٍ، أَوْ حُمَةٍ، أَوْ لَدْغَةٍ". [حم ٣/ ٤٨٦]

===

فخرجت محمومًا) أي: أصابني حمى، (فنمي ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مروا أبا ثابت) أي: سهل بن حنيف (يتعوذ) أي: بالرقية (قالت) أي: الرباب (فقلت: يا سيدي، والرقى صالحة؟ ) أي: نافعة من إصابة العين (فقال) هكذا في جميع النسخ: "قالت: فقلت: يا سيدي والرقى صالحة، فقال"، ولكن وقع فيه خبط وخلط، فإن ضمير "قالت" يرجع إلى الرباب، وهي جدة عثمان تابعية، والمراد بـ "يا سيدي" هو سهل بن حنيف، وضمير "فقال" في الجواب بظاهره يعود إلى سهل بن حنيف، فعلى هذا يكون الحديث موقوفًا على سهل لا مرفوعًا، والحديث مرفوع، قال في "العون" (٢): والحديث أخرجه أحمد أيضًا هكذا، والظاهر: أن الرباب قالت: إن سهل بن حنيف قال: فقلت: يا سيدي، فجملة "فقلت: يا سيدي" مقولة سهل بن حنيف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا هي مقولة الرباب لسهل بن حنيف، انتهى.

قلت: والذي نسب إلى أحمد أنه أخرجه هكذا ليس بصحيح، فإن نسخة "مسند أحمد" بين يدي ولفظه: "فقال: مروا أبا ثابت يتعوذ، فقلت: يا سيدي! والرقى صالحة؟ قال: لا رقية إلَّا في حمة" الحديث، فليس في رواية أحمد لفظ: "قالت"، فعبارة حديث أحمد صافية لا غبار عليها (٣)، "قلت: يا سيدي" هي مقولة سهل بن حنيف أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا سيدي والرقى صالحة، فلفظ "قالت" في رواية أبي داود: من غلط النساخ.

(لا رقية إلَّا في نفس) أي: عين (أو حمة، أو لدغة).


(١) في نسخة: "فليتعوذ".
(٢) "عون المعبود" (١٠/ ٢٧٠).
(٣) انظر: "مسند أحمد" (٣/ ٤٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>