للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَى هَذَا, - وَالْعَسِيفُ: الأَجِيرُ -, فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ, فَأَخْبَرُونِى أَنَّ (١) عَلَى ابْنِى الرَّجْمَ, فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ, وَبِجَارِيَةٍ لِى, ثُمَّ إِنِّى سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَأَخْبَرُونِى أَنَّمَا عَلَى ابْنِى جَلْدُ مِائَةٍ, وَتَغْرِيبُ عَامٍ, وَإِنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَمَا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهِ تعالى, أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ فَرَدٌّ إِلَيْكَ"

===

للخدمة (على هذا) (٢) أي عند هذا، يخدم في بيته فيما تحتاج إليه امرأته من الأمور، فكان ذلك سببًا لما وقع له معها (والعسيف: الأجير، فزنى بامرأته، فأخبروني) أي بعض العلماء من الصحابة (أن على ابني الرجم، فافتديت منه) أي من ابني لخصمه (بمائة شاة وبجارية لي، ثم إني سألت أهل العلم) أي كبراءهم وفضلاءهم (فأخبروني أنما على ابني جلدُ مائة وتغريبُ عام) أي إخراجه عن البلدة سنة (وأنما الرجم على امرأته).

(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب (٣) الله تعالى)، إما المراد آية الرجم ثم نسخت تلاوته، أو يقال: إن المراد بكتاب الله تعالى هو حكمه؛ لأن حكمه - صلى الله عليه وسلم - هو حكم الله في كتابه، وهو اللوح المحفوظ، فإن التغريب ليس في الآية.

(أما غنمك وجاريتك فرد) أي مردود (إليك) (٤) لأنك أعطيتها ليرتفع عن


(١) في نسخة: "أنما".
(٢) قال القسطلاني: لم يقل "لهذا" ليعلم أنه أجير ثابت الأجرة أتم العمل، ثم زنا. [انظر: "إرشاد الساري" (٦/ ١٧٢) ح (٢٦٩٦)]. (ش).
(٣) أشكل على هذا اللفظ بأن الجلد والتغريب ليسا من كتاب الله، وقد حلف عليه السلام بالقضاء بكتاب الله، وأْجاب عنه ابن قتيبة في "التأويل" (ص ١٠٥ - ١٠٧) مبسوطًا، حاصله: أن المراد بكتاب الله حكم الله، أو منسوخ التلاوة، كذا في "القسطلاني" (١٤/ ٢٧٣) ح (٦٨٢٨). (ش).
(٤) قال ابن دقيق العيد: فيه أن ما يؤخذ بالعقد الفاسد يُرَدُّ، انتهى. كذا في القسطلاني. ["إرشاد الساري" (٦/ ١٧٢)]. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>