للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٩٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ, حَدَّثَنَا شُعْبَةُ, عَنْ مَنْصُورٍ, عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ, عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى:

===

ولفظ مسلم: "يا أبا نجيد، إنه لا بأس به"، يعني هذا الرجل ليس في إسلامه بأس، ولا يقول هذا الكلام في مقابلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في "التقرير": قوله: "الحياء خير كلّه"، وهو حق لا ريب فيه إلَّا أن بعض الحياء ليس بحياء شرعًا، ويعده الناس حياءً في عرفهم، فلو حكم عليه بالخير لزم ترك بعض السنن والواجبات على اقتضاء هذا الحياء، فأَحَبَّ بشير أن يظهر هذا المدّعى لئلا يَغْتَرّ العوام الموجودون هناك بما سمعوا من الحديث، إلَّا أن عمران سخط عليه بظاهر ما لزم بكلامه من مقابلة الرواية بالكتب التي ليست بمثابتها، فلو استدل بشير على مرامه بالرواية أو بالآية لما كان عمران -رضي الله عنه - يرد عليه قوله، انتهى.

٤٧٩٧ - (حدثنا عبد الله بن مسلمة، نا شعبة، عن منصور، عن ربعي (١) بن حراش، عن أبي مسعود) رضي الله عنه (قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن مما أَدْرَك الناسُ من كلام النبوة الأولى).

قال الخطابي (٢): إن الحياء لم يزل أمره ثابتًا واستعماله واجبًا منذ زمان النبوة الأولى، فإنه ما من نبي إلَّا وقد ندب إلى الحياء، وبعث عليه، وإنه لم ينسخ فيما نسخ من شرائعهم، ولم يبدل فيما بدل منها، وذلك أنه أمر قد عُلِمَ صوابه، وبان فضله، واتفقت العقول على حسنه، وما كان هذه صفته لم يجز عليه النسخ والتبديل، انتهى.


(١) ذكر فيه الحافظان ابن حجر والعيني الاختلاف على ربعي إذ رُوِيَ عنه عن حذيفة، فقالا: يحتمل أنه سمعه منهما، وذكرا أيضًا تفسير الحديث بأكثر من ثلاثة معانٍ، لخصها في "الأوجز" (١٦/ ٨٧). (ش).
[انظر: "فتح الباري" (٦/ ٥٢٣)، و"عمدة القاري" (١١/ ٢٠٦) و (٨/ ٣٣٦)].
(٢) "معالم السنن" (٤/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>