للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ زَاذَانَ, عَنْ عَلِىٍّ - رضى الله عنه - قال: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعْرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يَغْسِلْهَا فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ».

قَالَ عَلِىٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِى, فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِى,

===

(عن زاذان) بزاي وذال معجمتين، أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي مولاهم، الكوفي، الضرير، البزار، يقال: إنه شهد خطبة عمر بالجابية في سنة ١٦ هـ، قال ابن معين: ثقة، لا يسأل عن مثله، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، وقال الخطيب: كان ثقة، قال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال ابن عدي: أحاديثه لا بأس بها إذا روى عن ثقة، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطئ كثيرًا، مات سنة ٨٢ هـ.

(عن علي) بن أبي طالب (قال) أي علي: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من ترك موضع شعرة من جنابة) متعلق بقوله: ترك، أي من محل جنابة، فمن تبعيضية، أو كائنًا من محل جنابة، فيكون صفة لموضع (لم يغسلها) صفة موضع، وأنث الضمير باعتبار المضاف إليه، ويحتمل أن يرجع الضمير إلى المضاف إليه، كما في قوله تعالى: {أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} (١) على الراجح، وكقول الله عز وجل: {عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} (٢)، (فعل بها) أي بسبب تلك الشعرة (كذا وكذا من النار) كنايتين (٣) عن العدد أي يضاعف له العذاب أضعافًا كثيرة، قاله الطيبي، وقال البعض: إما كناية عن أقبح ما يفعل به، أو إبهام من شدة الوعيد.

(قال علي: فمن ثم) أي من أجل هذا التهديد والوعيد الشديد (عاديت رأسي، فمن ثم عاديت رأسي،


(١) سورة الأنعام: الآية ١٤٥.
(٢) سورة سبأ: الآية ٤٢.
(٣) كذا في "المرقاة" (١/ ٣٧) (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>