فمن ثم عاديت رأسي) بتقدير المضاف أي عاديت شعر رأسي، أي عاملت مع شعر رأسي معاملة العدو مع العدو، فجززته وقطعته مخافة أن لا يصل الماء إلى جميع شعري وجلد رأسي، (وكان) أي علي (يجز) أي يحلق (شعره رضي الله عنه).
وبهذا الحديث استدل الطيبي على سنية حلق الرأس لتقريره - صلى الله عليه وسلم -، ولأنه من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا بمتابعة سنتهم، ورد عليه القاري وابن حجر فقالا: إن فعله - رضي الله عنه - إذا كان مخالفًا لسنته عليه الصلاة والسلام وبقية الخلفاء يكون رخصة (١) لا سنة.
(١٠٠)(بَابٌ: في الْوُضُوءِ بَعْدَ الْغُسْلِ)
أي إذا توضأ في الغسل هل يجب عليه أن يعيده بعد الغسل أم لا؟
٢٥٠ - (حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، نا زهير) بن معاوية
(١) وفي "المغني" (١/ ١٢٢): اتخاذ الشعر أفضل من إزالته، والحلق مكروه في إحدى روايتي أحمد لقوله عليه الصلاة والسلام في الخوارج: "سيماهم التحليق" فجعله علامة لهم، وقال عمر في صبيغ: لو وجدتك محلوقًا لضربت بالسيف، وروي عنه عليه الصلاة والسلام: "لا توضع النواصي إلَّا في حج أو عمرة"، رواه الدارقطني، وقال ابن عباس: الذي يحلق رأسه في المصر شيطان، والأخرى لأحمد لا يكره، لكن تركه أفضل لحديث ابن عمر عند "مسلم": "احلقه كله أو اتركه كله"، وسيأتي عند أبي داود البسط فيه في "باب حلق الرأس". (ش).