للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان من طعن من يذهب إلى الآثار والتمييز بين رواتها وتثبيت ما روى الحفاظ منهم وإسقاط ما روى من هو دونهم أن قالوا: هكذا رَوَى هذا الحديث جريرُ بنُ حازم - وهو رجل كثير الغلط -،وقد رواه الحفاظ عن أيوب على غير ذلك منهم: سفيان الثوري، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن علية، فذكروا في ذلك ما:

حَدَّثَنَا أحمد بن داود قال: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عبد الوهاب قال: حَدَّثَنَا وكيع عن سفيان عن أيوب السختياني عن عكرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرق بين رجل وبين امرأة زوجها أبوها وهي كارهة وكانت ثيبا.

فثبت بذلك عندهم خطأ جرير في هذا الحديث من وجهين:

أما أحدهما فإدخاله ابن عباس فيه.

وأما الآخر فذكر فيه أنها كانت بكرا وإنما كانت ثيبا)) (١).

وقال البيهقي: ((فهذا حَدِيث أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب السختياني، والمحفوظ عن أيوب عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا)) (٢).

ب - وقال البيهقي: ((.. أن عمر - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أوف بنذرك، ... رواه سليمان بن بلال ويحيى بن سعيد القطان وأبو أسامة وعبد الوهاب الثقفي عن عبيد الله قالوا فيه" ليلة، وكذلك قاله حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر، وقال جرير بن حازم ومعمر عن أيوب يوما بدل ليلة ... وحماد بن زيد


(١) شرح معاني الآثار (٤/ ٣٦٥).
(٢) سنن البيهقي الكبرى (٧/ ١١٧).

<<  <   >  >>