للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم السبت ثانى شهر صفر، وردت مكاتبة عليها إمضاء على بيك السنانكلى حاكم الثغر، وإمضاء طاهر باشا وأحمد أغا بونبرت من ضمن ما فيه: «أن الإنكليز ملكوا كوم الأفراح وأبا منضور.

وفى ليلة الأحد، حضر العزيز محمد على إلى مصر، وتوجهت الأمراء لملاقاته، وتكلموا معه فى أمر الإنكليز، وقالوا: «إن الأهالى مستعدون للجهاد». فقال:

«ليس ذلك على الرعية، إنما عليهم المساعدة بالمال». وأمر كتخدا بيك وحسن باشا، بالخروج وكذا الدالتلية.

وفى يوم الخميس رابع عشره، عملوا ديوانا ببيت القاضى اجتمع فيه الدفتدار والمشايخ والوجاقلية، وقرؤا مرسوما، تقدم حضوره قبل وصول الإنكليز إلى الإسكندرية، مضمونه: ضبط تعلقات الإنكليز ومالهم من المال والودائع والشركات مع التجار بمصر والثغور.

وفى تلك المدة، كانت الأهالى والعرب قد تكاثرت فى جهة رشيد، وانضموا إلى أهل رشيد ودمنهور والعساكر، ووصل كتخدا بيك، وإسماعيل كاشف الطوبجى إلى تلك الناحية. والتحم الحرب بينهم وبين الإنكليز، فكانت الهزيمة على الإنكليز وأسروا منهم طائفة وقتلوا منهم كثيرا وجلوهم عن متاريس رشيد وأبى منضور والحماد. ولم يزل المقاتلون من أهل القرى خلفهم إلى أن توسطوا البرية وغنموا جبخاناتهم وأسلحتهم ومدافعهم ومهراسين عظيمين. ووصلت الأخبار بذلك إلى الباشا بالقاهرة يوم الثلاثاء ثانى عشر الشهر، فسر لذلك سرورا عظيما.

وفى يوم الجمعة خامس عشره، حضروا بالأسرى وجملة رؤس تنيف على ثلاثين.

وفى يوم السبت، وصل تسعة أشخاص من الأسرى أيضا.

وفى يوم الأحد، وصل نيف وستون رأسا دفعة، وأربعة وأربعون رأسا دفعة أخرى، وثلاثة/وعشرون رأسا دفعة.

وفى يوم الأربعاء، جاءت مراكب وفيها أسرى وقتلى وجرحى. فكان مجموع الأسرى أربعمائة أسير، والرؤس ثلثمائة ونيفا وأربعين، وفى الأسرى نحو العشرين من قسيالاتهم (ضباطهم).