وفى القرن السابع بنى فى وسطها حمام كبير يشتمل على ثلاثة مغاطس وثلاث حنفيات وثلاثة حيضان، وفرش بالرخام المنقوش فى أحسن منظر.
واستمر مستعملا حتى أكله النيل فى سنة اثنتين وخمسين ومائتين ألف.
وكان بينها وبين البحر مقبرة عظيمة تشتمل على مساجد وعدة أضرحة.
وكان حواليها عدة جنائن وبساتين جارية فى ملك أعيانها إذ كانوا من أرباب الثروة والالتزام، فمنهم/من كان له بلد، ومنهم من كان له بلدان فأكثر.
ويقال: أنهم كانوا لفراغهم وجدتهم منكبين على لعب الشطرنج ليلا وينامون نهارا، وأنه كان فيها اثنا عشر تختا للشطرنج كل ليلة فى البيوت المعتادة للسهر واجتماع الناس.
وقد عظم أمرها جدا حتى كانت فى ولاية الغز أشهر ولاية، يتبعها تسع وتسعون قرية، قضاتها وخطباؤها نواب عن قاضى ولايتها المقيم بها. وصارت محكمتها مأذونة بتحرير الحجج وسماع الدعاوى فيما عدا عقد بيع الأطيان، وأمر اليتيم والغائب والأوقاف. ومثلها محاكم مديريتها غير محكمة مركز المدير، فإنها تحكم فى جميع ذلك وتسمع دعاوى القتل أيضا. ولكن عقد بيع الأطيان لا يكون إلا أمام المدير أو وكيله على حسب المنشور الصادر.
وفى المديرية ثلاث عشرة محكمة، هذه والمحكمة الكبري بسيوط، ومحكمة سنبو، والأشمونين، وأبى تيج، ونيابة دروط الشريف، ومحكمة ملوى، ودوير عائد، وساحل سيلين، والواسطة، والمعصرة، والواحات الداخلة، والواحات الخارجة.
ثم أن منفلوط فى سنة ثلاثين ومائتين وألف أخذ البحر فى التسلط على جهتها الشرقية. فكان كل عام يزيل منها جزء حتى أزال معظمها. وكانت بساتينها ودورها الكبيرة ومساجدها العظيمة فى هذه الجهة يأكلها. واستمر تسلطه عليها الى سنة ثمانين، ثم تحول عنها شيئا فشيئا. وتجددت هناك