للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فوقه فيهما، والباء مضمومة فيهما (١)، على خطاب المؤمنين، ووجههما ظاهر من جهة مفعوليهما.

وقرئ أيضًا: (لا يحسبَن الذين يفرحون)، (فلا يحسبَنهم) بالياء النقط من تحته فيهما مع فتح الباء فيهما (٢) مسندين إلى ضمير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو إلى ضمير أَحَدٍ، ووجههما أيضًا من جهة مفعوليهما ظاهر.

وقوله: {بِمَا أَتَوْا} يحتمل أن تكون (ما) موصولة، وأن تكون مصدرية. ومعنى {بِمَا أَتَوْا}: بما فعلوا، وأتى وجاء يستعملان بمعنى فَعَل، تعضده قراءة من قرأ: (بما فعلوا) وهو أُبي - رضي الله عنه - (٣).

و{أَنْ يُحْمَدُوا}: في موضع نصب بقوله: {يُحِبُّونَ}، ونهاية صلة {الَّذِينَ}: {بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} وما في {بِمَا أُنْزِلَ}: موصولة.

وقوله: {بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} (مفازةٌ) مفعَلَةٌ من الفوز، ومعنى بمفازة من العذاب: بمنجاة منه. {مِنَ الْعَذَابِ} متعلق به، هذا إذا جعلت المفازة مصدرًا، فإن جعلتها مكانًا، كما زعم بعضهم (٤) كان {مِنَ الْعَذَابِ} متعلقًا بمحذوف لكونه صفة لها.

{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ} موضع {الَّذِينَ} نصب على إضمار أعني، أو جر على الرد على قوله: {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (٥) أو رفع على


(١) كذا في الكشاف ١/ ٢٣٦، والبحر ٣/ ١٣٧ - ١٣٨ أيضًا دون نسبة، ونسبت إلى الضحاك، وعيسى بن عمر في المحرر الوجيز ٣/ ٣١٧، والقرطبي ٤/ ٣٠٧.
(٢) كذا أيضًا ذكرت في الكشاف ١/ ٢٣٦، والدر المصون ٣/ ٥٢٥ من غير عزوٍ.
(٣) انظر قراءته رضي الله عنه في إعراب النحاس ١/ ٣٨٤، والكشاف ١/ ٢٣٦.
(٤) هو العكبري في التبيان ١/ ٣٢٠.
(٥) من الآية (١٩٠) قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>