للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخذ عمر - رضي الله عنه - فجلده، ثم حبسه، ثم جلده وحبسه، ثم جلده وحبسه، ثم قال صبيغ: يا أمير المؤمنين: قد ذهب الذي أجد! فنفاه إلى العراق، ومنعه من مجالسة الناس، ثم صلح حاله، فلما قامت فتنة الخوارج، فتنة الفكر والتقوّل على الله تعالى بغير علم، جاء الناس صبيغًا فقالوا: قم يا صبيغ فقد جاء دورك، فقال: أدبني العبد الصالح!

فانظر ـ أخي المسلم ـ لو كان صبيغ عندنا، لرددنا عليه بألف جواب، ولألفنا أكثر من كتاب، ولشغلنا مساحات الصحف ردًا، وردًا على رد، يقذف بعضنا بعضًا بالردود والتهم، حتى نوقع الريبة في قلوب العباد، ونضع القارئ في القيل والقال، ويتسرب إلى قلبه شيء من الشك، والانتقاص من آيات الله وأحاديث نبيه - صلى الله عليه وسلم - كل ذلك بسبب إعراضنا عن أصول البحث العلمي، وطريقة السلف في تأديب أحفاد صبيغ.

رابعًا: السمع والطاعة:

إن من أهم قواعد النجاة، وأصول الطائفة الناجية: السمع والطاعة لله ورسوله، وهما ركنان من أركان كلمة التوحيد.

ولا يسمى المسلم مسلمًا حقًا إلا أن يستسلم بقلبه وجوارحه لله - عز وجل - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك بفعل كل أمر، والنتهاء عن كل نهي.

<<  <   >  >>