للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبير، ذلك لأن الله ذو علم غير محدود، والعقل محدود المعرفة، محدد الفهم، ومحال أن يدرك المحدود المخلوق، علم الخالق اللامحدود {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} [البقرة: ٢٥٥]، وأن من رجاحة عقل المرء، أن يسلم في الأمور التي لا يدركها، والتي هي من لدن علام الغيوب.

فالعقل لا يدرك أسباب كثير من العبادات، فهو لا يدرك لماذا كانت صلاة النهار سرية، وصلاة الليل جهرية، ولا سر عدد ركعات الصلاة، ولا لماذا كان الطلاق ثلاث مرات، وهكذا، ولذلك وجب على العاقل التسليم، بل لا يكمل غيمان المرءن ولهذا كان علامة العاقل التسليم إلا بالتسليم، وهذه القاعدة العظيمة هي وسط بين قاعدتين:

الأولى: إذا ورد النقل بطل العقل، ووجه مخالفتها لقاعدة أهل السنة والجماعة، الطائفة الناجية من وجهين:

١ - أنهم لا يدققون في حصة النقل بل مجرد ورود النص من طريق علمائهم وأئمتهم عندهم يعني الصحة.

٢ - أنهم يعطلون وظيفة العقل، ويجعلونه مقيدًا لا حراك به.

والجماعة التي تؤمن بهذه القاعدة وتسير وفقها، يكثر عندها الابتداع، ويقل فيهم العلم، وتفشوا فيها الخرافة والخطوات السخيفة.

[القاعدة الثانية: إذا ورد النقل حكم العقل]

وأصحاب هذه القاعدة الفاسدة، يحكِّمون عقولهم في

<<  <   >  >>