(٢) روى ابن عبد ربه أن عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير قال: "إني بباب المأمون إذ خرج عبد الله بن أبي السِّمط، فقال لي: علمتُ أن أمير المؤمنين على كماله لا يعرف الشعر. قلت له: وبم علمت ذلك؟ قال: أسمعته الساعة بيتًا لو شاطرني ملكه عليه لكان قليلًا، فنظر إلي نظرًا شزرًا كاد يصطلمني. قلت له: وما البيت؟ فأنشد (وذكر البيت). قلت له: والله لقد حلم عليك إذ لم يؤدبك عليه. ويلك! وإذا لم يشتغل هو بالدنيا فمن يدبر أمرها؟ ألا قلتَ كما قال جدي في عبد العزيز بن مروان: فَلَا هُوَ فِي الدُّنْيَا مُضِيعٌ نَصِيبَه ... وَلَا عَرَضُ الدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ شَاغِلُهْ فقال: الآن علمتُ أنني أخطأت". ابن عبد ربه: العقد الفريد، ج ٦، ص ٢١٤. وبيت جرير كما أوردناه في الحاشية هو رواية الديوان، وهو الحادي عشر من قصيدة قالها في مدح عبد العزيز بن مروان وقيل عبد العزيز بن الوليد. ديوان جرير، ج ٣، ص ٧٠٣. وابن أبي السِّمط هو عبد الله بن مروان بن أبي حفصة الأصغر، والسمط كنية لأبيه مروان، ولم أعثر له على ترجمة. أما البيت فقد نسبه العسكري والخفاجي والراغب لمروان بن أبي حفصة، ونسبه التنوخي والآمدي لابنه عبد الله. شعر مروان بن أبي حفصة، تحقيق حسين عطوان (القاهرة: دار المعارف، ط ٢، ١٩٨٢)، ص ١١٧ و ١٣٣؛ الخفاجي: سر الفصاحة، ص ٢٥٠؛ التنوخي، أبو علي المحسن بن علي: المستجاد من فعلات الأجواد، تحقيق محمد كرد علي (بيروت: دار صادر، تصوير عن طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق، ١٤١٢/ ١٩٩٢)، ص ٢٤٩؛ الآمدي: الموازنة، ج ٢، ص ٣٥٥؛ الأصفهاني: محاضرات الأدباء، ج ٢، ص ٤١٧. (٣) نشرة هارون، ج ١، ص ١٥.