للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألِكْنِي إِلَى أَهْلِ العِرَاقِ رِسَالَةً ... وَخُصَّ بِهَا - حُيِّيتَ - بَكْرَ بنَ وَائِل (١)

فقوله "حييت" دعاءٌ لا جدوى له في هذا المقام. ومنه قولُ أبي فراس:

وَلَكِنَّنِي - والحَمْدُ لله - حَازِمٌ ... أَعِزُّ إِذَا ذَلَّتْ لَهُنَّ رِقَابُ (٢)

فحمد الله هنا حشو؛ إذ لا جدوى في الغرض. ومن قبيحه قولُ بعضهم:

أُمَّ سَلَّامٍ أَثِيبِي عَاشِقًا ... يَعْلَمُ اللهُ يَقِينًا رَبُّهْ

أَنَّكُمْ مِنْ عَيْشِهِ فِي نَفْسِهْ ... يَا سُلَيْمَى فَاعْلَمِيهِ حَسْبُهْ (٣)

فقوله "يقينًا ربه" حشوان، وكذلك "فاعلميه يا سليمى".


(١) أنشده قدامة بن جعفر في نقد الشعر ص ١٧٧. والشاعر هو مصقلة بن هبيرة بن شبل الثعلبي الشيباني، كان من ولاة معاوية وقادته العسكريين، قتل في فتح طبرستان حوالي سنة ٥٠ هـ.
(٢) البيت هو الثالث من قصيدة قالها أبو فراس يعاتب ابن عمه سيف الدولة، ومطلعها:
أَمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنَّ ثَوَابُ ... وَلَا لِمُسِيءٍ عَنْدَكُنَّ مَتَابُ
ديوان أبي فراس الحمداني، ص ٤٥.
(٣) أنشده قدامة في كتاب نقد النثر، ص ٧٤. - المصنف. وهذان البيتان من مقطوعة في أربعة أبيات من الصوت الثقيل الأول، وهو أحدُ المائة صوت من الغناء العربي التي اختارها إسحاقُ بن إبراهيم الموصلي بتكليف من الخليفة العباسي الواثق. وقد ذكرها أبو الفرج الأصفهاني في أخبار الوليد بن يزيد، وهي لأبي سلمى المدني (لم أعثر له على ترجمة) عن ابن خُرْداذْبه صاحب كتاب "اللهو والملاهي". وتمام المقطوعة:
أُمَّ سَلَّامٍ أَثِيبِي عَاشِقًا ... يَعْلَمُ اللهُ يَقِينًا رَبُّهْ
أَنَّكُمْ مِنْ عَيْشِهِ فِي نَفْسِهْ ... يَا سُلَيْمَى فَاعْلَمِيهِ حَسْبُهْ
فَارْحَمِيهِ إِنَّهُ يَهْذِي بِكُمْ ... هَائِمٌ صَبٌّ قَدْ أَوْدَى قَلْبُهْ
أَنْتِ لَوْ كُنْتِ لَهُ رَاحِمةً ... لَمْ يُكَدَّرْ يَا سُلَيْمَى شِرْبُهْ
كتاب الأغاني، ج ٧، ص ٤٢ (نشرة القاهرة)؛ الأغاني، ج ٣/ ٧، ص ٣٥ - ٣٦ (نشيرة الحسين)؛ "ديوان الوليد بن يزيد"، تحقيق خليل مردم بك، مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، المجلد ١٥، الجزءان ١ و ٢، شوال وذو القعدة ١٣٥٥/ كانون الثاني وشباط ١٩٣٧، ص ٣٥ - ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>