للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمعنى: الذين خسروا أنفسهم يوم القيامة هم الذين أنكروا المعاد وجحدوا ذلك اليوم ومضوا في غيّهم وكفرهم.

وقوله: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} - قال السدي: (يقول: ما استقرّ في الليل والنهار).

قال القاسمي: (والمعنى: له تعالى كل ما حصل في الليل والنهار، مما طلعت عليه الشمس أو غربت. شبه الاستقرار بالزمان، بالاستقرار في المكان، فاستعمل استعماله فيه. أو {سَكَنَ} من السكون، مقابل الحركة. أي ما سكان فيهما وما تحرك، فاكتفى بأحد الضدين عن الآخر).

وقال أبو مسلم الأصفهانيّ: (ذكر تعالى في الآية الأولى السماوات والأرض، إذ لا مكان سواهما. وفي هذه الآية ذكر الليل والنهار، إذ لا زمان سواهما. فالزمان والمكان ظرفان للمحدثات، فأخبر سبحانه أنه مالك للمكان والمكانيات، ومالك للزمان والزمانيات).

وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}. أي: يسمع كل ما تكلم به خلقه، ويعلم ما سكن وما تحرك وما تخفي صدور عباده.

وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا}.

قال السدي: (أما "الولي"، فالذي يتولَّونه ويُقرون له بالربوبية). وقال ابن جرير: (أشيئًا غير الله تعالى ذكره: {أَتَّخِذُ وَلِيًّا}، استنصره واستعينه على النوائب والحوادث).

وقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.

قال قتادة: (خالق السماوات والأرض). أي مبتدعهما ومبتدئهما وخالقهما على غير مثال سبق.

وقوله: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}.

قال السدي: (يَرْزُق ولا يُرزق).

قال القاسمي: (أي المنافع كلها من عنده، ولا يجوز عليه الانتفاع. أي: فيجب

<<  <  ج: ص:  >  >>