قال قتادة:(من يصرف عنه العذاب). {فَقَدْ رَحِمَهُ}، أي: فقد فاز وظفر ونجا.
وقوله:{وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}.
أي: هو غاية الربح والفوز، وأعظم الجائزة. كما في التنزيل:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ... }[آل عمران: ١٨٣].
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يومَ القيامة، فَيُصْبَغُ في النار صَبْغَةً، ثم يُقال: يا ابن آدم! هل رأيت خيرًا قط؟ هل مَرَّ بك نعيمٌ قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أهل الجنة فَيُصْبَغُ صَبْغةً في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم! هلا رأيت بؤسًا قط؟ وهل مَرَّ بك شدة قط؟ قيقول: لا والله، يا رب، ما مَرَّ بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط](١).
(١) حديث صحيح. انظر مختصر صحيح مسلم -حديث رقم- (١٩٨٦)، وكتابي: أصل الدين والإيمان (٢/ ٧٤١ - ٧٥١) في تفصيل أحداث الحساب والقصاص والميزان، وكذلك بحث الصراط على جهنم والشفاعة.