للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧ - ٢١. قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١)}.

في هذه الآيات: خِطَابٌ من الله سبحانه لنبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-: يا محمد، إن يصبك الله بشدة أو ضيق فلن يكشف عنك ذلك إلا الله، وإن يصبك بخير أَوْ سَعَةٍ ورغد عيش فهو وحده القدير على تصريف ذلك. فهو الله المستعبد خلقه العالي عليهم، الحكيم في تصريفه شؤون عباده، الخبير بمنافعهم ومضارهم. فقل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك: أي شيء أعظم شهادة وأكبر! ثم أخبرهم أن الله سبحانه أعظم شهادة، فهو شهيد بيني وبينكم، بالمحق منا من المبطل، والرشيد من السفيه، وقد أوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم عقابه، ولأنذر به أيضًا من بلغَهُ من سائر الناس، إنْ لَمْ يقم أمر الله وشرعه، نزولَ نقمة الله به، فيا أيها المشركون: أئنكم تشهدون أن معه معبودات غيره من الأوثان والأصنام، فأنا لا أشارككم هذا الغي، فإنما الله إله واحد، لا شريك له يستحق التعظيم والعبادة، وإنني بريء من كل شريك تدعونه معه أو تصرفون له شيئًا من العبادة والتعظيم. وإن أصحاب التوراة والإنجيل يعرفون أنما هو إله واحد، وأن محمدًا نبيٌّ مرسل، وهؤلاء خسروا أنفسهم وأهلكوها بإنكارهم ذلك وجحودهم ما يجدونه مكتوبًا في كتبهم. فمن أَشَدُّ اعتداء وظلمًا وبغيًا ممن تجرأ على الله بالكذب فزعم له شريكًا أو ولدًا أو صاحبة! إنه لا يفلح الظالمون.

فقوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

كقوله في سورة فاطر: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢)}.

<<  <  ج: ص:  >  >>